لقد تناولَ هذا الكتاب تلك الحقبةَ الزمنيّة التي قضى بها السلطان عبد الحميد آخر خمس سنوات من حياتِه في منفاهُ الأوّل “سالونيك (Selanik)” والثاني في قصرِ “بَكْلَرْبَكِ (Beylerbeyi)”، ثمَّ انطلَقَ الكاتبُ متجوِّلًا في ذكريات السلطان وفي أَزِقّة تاريخِهِ المليءِ بالنضال، واسترجعَ في سياقٍ تعبيريٍّ قصصيٍّ ممتعٍ حياةَ السلطان من أوّلها إلى آخرها بإيجاز، وسلَّطَ الضوء على المدّة التي اعتلى فيها السلطانُ العرشَ العثماني، وما دار فيها من أحداث سياسيّة واجتماعيّة، واعتمدَ الكتابُ على مذكّراتِ شهودِ عيان من عصرِهِ وعلى رأسهم بناتُهُ: “عائشة عثمان أوغلو” و”شادية عثمان أوغلو”، و”تحسين باشا” و”عاطف حسين بك” طبيبه الخاصّ الذي لازَمَهُ طيلَةَ أيَّام المنفى، وكذلك من بحوث الندوات والدراسات الأكاديميّة التي تناولَتْ عصر السلطان عبد الحميد الثاني.
وقد بُذِلَ في هذا الكتاب أقصى الجهد من أجل الالتزام بالحقيقةِ والتمسُّك بالنهجِ الموضوعيِّ، وعدمِ الوقوعِ لا في مدحٍ ولا قَدْحٍ، ولا في الإفراطِ ولا التفريطِ، وكأنّه يرافقُ السلطان عبد الحميد خان رحلتَه في دهاليزِ الماضي في أواخر لحظات عمره، ويُقلِّبُ الذكريات معه حين يتجوّل في قاعاتِ وحدائقِ وأرصفة قصرِ “بَكْلَرْبَكِي” الفوّاحةِ تاريخًا، ويرصدُ ويُقيِّدُ لحظاتِ عمره الفرحة والحزينة والقلقة.
Reviews
There are no reviews yet.