نجيب فاضل مفكرٌ وأديبٌ تركيٌّ بارع، وكاتبٌ أسلسَ له القلمُ قياده، فأمتعَ الجماهيرَ بفنّه، وأروى عطشَ القرّاء بإحساسه وذائقته الأدبية.
عاصرَ الأيام الأخيرة من عمر الدولة العثمانية، وشهد انهيارها وتفكُّكَها، وما صاحب ذلك من حروب وأزمات مجتمعيّة وأنظمة مختلفة متعاقبة تمخّضت عن ولادة الجمهورية التركية بثوبها الجديد… وهذا وغيرُه هو ما صنع منه كاتبًا مخضرمًا ذا قضيّة، وقلمًا عذبًا ذا عشّاقٍ، إلى أن أصبح أيقونة الجماهير في الكفاح والنضال، ورمزهم في الشموخ والإباء.
لقد أشبعَ نهمَ من يُشاركونه القضيّة؛ فكحّلَ كثيرًا من الصحف بقلمه المناضل، وأطلق عددًا من المجلّات على رأسِها مجلة “الشرق الكبير” التي كافحَ من أجلِ إعادة افتتاحِها كلّما تعرّضت للإغلاق؛ فأبدعَ وهو يُبرِزُ القضيّة إياها في مختلف ميادين الشعر والمسرح والرواية والقصة القصيرة والخطابة والمؤتمرات؛ غيرَ آبهٍ بغضبةِ الظلمةِ وبطشِ الظالمين؛ مما جعله يدفعُ فاتورة كبيرة من صحّته ووقته وجهده وحرّيته وماله، لكنه لم يتأثَّرْ أو يتغيّرْ رغم كل الضغوطات والمضايقات بما في ذلك دخوله السجن مرّاتٍ ومرّات.
قضى عمره في طريق القلمِ، مفعمًا بحب الله ورسوله، يَقْدُمُ مسيرةَ النضال والكفاح، إلى أن منحه وقف الأدب التركي لقبَ “سلطان الشعراء” فكان ذلك تتويجًا لمسيرته الأدبية، وهو جديرٌ به وحقيق.
Reviews
There are no reviews yet.